ما الجديد؟ تدخل حرب اليمن عامها السابع. وبدعم من الولايات المتحدة، تدفع الأمم المتحدة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى المفاوضات السياسية. وتعمل على جمع اثنين من الخصوم المتحاربين الرئيسيين: الحكومة والمتمردين الحوثيين. وتبقى مكونات مهمة، بما في ذلك النساء والمجتمع المدني، مستبعدة حالياً.
ما أهمية ذلك؟ تلعب النساء ومنظمات المجتمع المدني دوراً محورياً في عمليات الوساطة المحلية وبناء السلام. وسيكون دعمها محورياً في دعم أي وقف لإطلاق النار وفي جهود تحقيق الاستقرار التي تليه. إن تركها خارج المفاوضات يقلص بشدة احتمالات تحقيق السلام على المدى البعيد، حتى لو اتفقت الأطراف المتحاربة على وقف لإطلاق النار.
ما الذي ينبغي فعله؟ سواء توصلت الأطراف المتحاربة أو لم تتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، فإن جهود صنع السلام التي تبذلها الأمم المتحدة بحاجة لإشراك لاعبين آخرين، بما في ذلك المجموعات النسائية الضالعة بعمق في بناء السلام على المستوى المحلي. يمكن للأمم المتحدة أن تحقق التشميل بفرض حصص على وفود الأطراف المتحاربة، مصحوبة بعملية موازية تربط الجهات الفاعلة في المجتمع المدني بالمفاوضات السياسية.
لقد منح انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء حرب اليمن جرعة دعم قوية. فقد جعل بايدن اليمن إحدى دعامات سياسة إدارته في الشرق الأوسط، ورمى بثقل واشنطن خلف جهود الأمم المتحدة المتعثرة للتوسط في وقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المفاوضات السياسية على المستوى الوطني. وتقف الحرب عند مفصل محوري؛ فالمتمردين الحوثيين على أبواب مأرب، آخر معاقل القوات المتحالفة مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. إن منع حدوث معركة للسيطرة على مدينة مأرب يتطلب بشكل عاجل وقفاً لإطلاق النار على مستوى البلاد. لكن علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان بوسع الدبلوماسية الأميركية التي أعيد تنشيطها إقناع الأطراف بوقف القتال. لكن بصرف النظر عما سيحدث في مأرب، فإن واشنطن والأمم المتحدة بحاجة لإعادة التفكير بالمقاربة الدولية لإنهاء الحرب، وخصوصاً المسألة الإشكالية المتعلقة بمن ينبغي أن يشارك في وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وفي المفاوضات السياسية على المستوى الوطني أيضاً. ومن أجل تحسين آفاق التوصل إلى هدنة وإلى تسوية نهائية، ينبغي على الأمم المتحدة أن تفسح المجال ليس فقط لجملة أوسع من الفصائل المسلحة والسياسية، بل أيضاً لمجموعات النساء والمجتمع المدني التي تركت بصماتها على عمليا?