هل يساهم ارسال قوات عربية لسوريا في الحد من الصراع القائم، أم توسيعه؟

2018-04-21 | منذ 7 سنة

أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا كجزء من ائتلاف تقوده الولايات المتحدة إذا اتخذ قرار بتوسيع حجم تلك القوات.

وقال الجبير، الذي كان يتحدث يوم الثلاثاء 17 أبريل/نيسان في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش في الرياض، إن مباحثات تمضي على قدم وساق بين بلاده والولايات المتحدة حول طبيعة القوات المحتمل نشرها في شرق سوريا والأطراف العربية التي قد تساهم في تشكيلها.

وبهذه التصريحات يكون الوزير السعودي قد أكد ما ورد على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مؤتمر صحفي عقده في باريس يوم 10 أبريل/ نيسان عندما قال: "إذا كان من الضروري أن ننضم إلى حلفائنا ضمن عملية عسكرية ضد النظام السوري فلن نتردد."

وقد تجدد هذا الحديث بعد نشر صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا تحدث عن خطة لإرسال قوة عربية مشتركة بين السعودية ومصر والإمارات وقطر إلى سوريا بإيعاز من الحكومة الأمريكية إلى شمال شرقي سوريا.

ونقل تقرير الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس ترامب تسعى لتشكيل قوة عربية لتحل محل نظيرتها الأميركية في سوريا وتساعد على استتباب الاستقرار في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد عقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأفادت الصحيفة في تقريرها أن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد أجرى اتصالا مع عباس كامل رئيس المخابرات المصرية لاستطلاع رأيه بشأن مشاركة القاهرة في هذه القوات فيما يفترض أن تتولى العواصم الخليجية الأخرى توفير الدعم المالي لها.

وباستثناء التصريحات السعودية لم يصدر أي تأكيد رسمي بهذا الشأن من أي من العواصم العربية الثلاث الأخرى المعنية.

وكان الرئيس الأميركي قد لمح يوم الجمعة 13 أبريل/ نيسان الماضي عشية الضربة العسكرية الغربية لأهداف في سوريا، إلى خطوة تشكيل قوة عربية لضمان الأمن في شمال سوريا حيث تتواجد قوات أميركية في منطقة منبج تستعد واشنطن لسحبها.

وفيما لا يزال هذه المشروع في طور البحث والدراسة بين واشنطن وحلفائها العرب لم تتضح أبعاده بعد، بل إن الغموض يكتنف العديد من جوانبه. فهل ستنتشر هذه القوات العربية إلى جانب القوات الأمريكية في سوريا أم ستعوضها. ثم هل ستوفر مصر العنصر البشري بمفردها؟ ومن سيتولى تنسيق إدارة عملياتها العسكرية على الأرض في ظل الخلافات العميقة القائمة بين قطر من جهة وكل من مصر والسعودية والإمارات منذ عام. ثم كيف سيرد النظام السوري وكل من روسيا وايران وتركيا على هذه الخطوة دون غطاء من مجلس الأمن الدولي؟

ويبدو أن الدافع وراء سعي الحكومة الأمريكية إلى تأسيس تحالف عسكري عربي سيفي بهدف الرئيس ترامب في التعجيل بسحب قوات بلاده من منبج. فالرئيس الأمريكي يريد نفض يديه من المستنقع السوري في أقرب فرصة ممكنة وتولي دول عربية خليجية تغطية تكاليف العمليات العسكرية المقبلة الرامية الى الحد من تنامي النفوذين التركي والإيراني في المناطق السورية التي تم تحريرها من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن المخاطر تحف بهذا المشروع من كل جانب. فحتى اليوم لا توجد رؤية أمريكية واضحة بشأنه وليست هناك خطة استراتيجية ميدانية لتنفيذه بشكل ناجح. فالتحالف العربي في سوريا قد ينتهي إلى النتائج السلبية نفسها التي حققها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ ثلاث سنوات وقد يزيد من تعقيد الوضع السوري بدل المساعدة على حله.

ما هي في رأيك احتمالات نشر قوات عربية بعد انسحاب الأمريكيين من سوريا؟

هل ترى أن هذا المشروع قابل للتنفيذ؟

هل تساهم هذه القوات في حال نشرها في إعادة الاستقرار إلى سوريا أم العكس؟

هل ستضطر واشنطن إلى استمرار نشر قواتها في سوريا في حال أخفقت الأطراف العربية في الاتفاق في ما بينها؟



إقراء أيضاً


التعليقات

إضافة تعليق