في ظل نقص الأجهزة والمحاليل الطبية

الحرب والفقر ينهكان مرضى الفشل الكلوي في المحويت

التحالف الوطني لصنع السلام في اليمن - جمال الورد
2021-03-21 | منذ 4 سنة

على أبواب المركز الوحيد لغسيل الكلى بمدينة المحويت(مركز المحافظة) يقف يومياً طوابير المرضى، من الرجال والسيدات، ينتظرون دورهم في جلسات الغسيل على دفعات، بالتناوب على الأجهزة العتيقة والمحدودة بالمركز، الذي أصبح يستقبل ما يزيد عن طاقته الاستيعابية خلال الأعوام الستة الماضية، نظرًا لتزايد أعداد المرضى وقلة الإمكانيات وغلاء الأسعار في المشافي الخاصة لجلسات الغسيل الكلوي.

يتجشم المرضى القادمين من جميع مديريات محافظة المحويت عناء وتكاليف السفر إلى مركز المحافظة مع كل جلسة غسيل، بعد أن يقطعوا جبالاً شاهقة كما هو الحال في مديرية "ملحان" المشهورة بجبالها الشاهقة وعدم وجود طرقات مؤهلة الأمر الذي يضاعف من ألم المرضى الذين يضطر بعضهم أيضاً إلى السفر إلى مدينة الحديدة كونها أقرب إليهم من جهة الجنوب الغربي - مديرية باجل- .

معاناة مستمرة ونداءات لا تُسمع

مرضى الفشل الكلوي هم الأكثر معاناة في اليمن، حقيقةٌ لا تُخطِئُها العين، انهم يدفعون ثمن هذه الحرب، والنقص الحاد في الإمكانيات، وبرغم المناشدات المتكررة للجهات والمنظمات المعنية بالالتفات إلى مرضى الفشل الكلوي في المحويت ، إلا أنه لم تحدث استجابة حقيقية حتى الآن، فكلما يجري مجرد حلول ترقيعية سرعان ما تنتهي كما يفصح الواقع المرير عن ذلك.

يقول علي عبدالله الغريب لـ (المركز اليمني للإعلام) : "كنت موظفًا حكوميًّا، وكنت أتقاضى مرتبًا بسيطًا من عملي الحكومي، لكن منذ 4 سنوات، توقف كل شيء، لذا كان لا بد أن أعمل برغم عدم قدرتي الصحية فعلياً على العمل، وتعبي المستمر، إلا أن الحياة لا ترحم ولا يوجد من يعيل أسرتي، اليوم ومع هذا الألم والحياة الصعبة يبقى الموت أفضل أمنياتي، ورغم إنه آت بلا شك إلا أنني أتمنى أن يسرع في مجيئه".

يشعر علي الغريب، بكثير من الأسف لعدم توفر مركز للغسيل قريب منطقته في مديرية ملحان، وإضطراره للسفر عبر طريق وعرة إلى مركز محافظة المحويت، مؤكدًا أن وجود مركز قريب منهم أو لو كان مركز المحويت مجهزاً بعدد كافي من أجهزة وأسرة الغسيل لما أحتاج أن ينتظر يومان إلى ثلاثة أيام حتى يأتي دوره، ولتجنب كثيرًا من المتاعب، ويوفر عليه مشقة الخسارة المادية التي تثقله ".


من جانبها تقول فاطمة علي ، وهي في نهاية العقد الرابع من العمر - وأم لستة أبناء- إنها تأتي من مديرية "حفاش"إلى مركز الغسيل الكلوي في مستشفى المحويت ، للخضوع لجلسات الغسيل الكلوي، حرصا على حياتها المتدهورة.

وأضافت أنها تخضع لجلسة غسيل مرة واحدة أو مرتين أسبوعيًا، رغم احتياجها لثلاث جلسات، وأوضحت أنها تعاني من وضع معيشي وصحي صعب.

وشكت فاطمة علي من النقص الحاد في أدوات الغسيل الكلوي والأجهزة المطلوبة، وأن العلاجات المطلوبة تكون ناقصة أحيانًا، ولذا تضطر أسرتها لشراءها لها من الصيدليات وبأسعار مرتفعة لا تستطيع تحملها .


مرحلة الفقر والخطر.. .

انتشار الفقر بشكل كبير في اليمن جراء الحرب، ساهم في تعميق مأساة مرضى الفشل الكلوي، الذين لا يستيطع بعضهم تحمل تكاليف وسائل الانتقال، فضلًا عن دفع تكاليف العلاج، وقال إبراهيم صايل ، وهو فني في مركز الغسيل الكلوي بمستشفى المحويت، إن معاناة مرضى الفشل الكلوي أصبحت بالغة الصعوبة وعصية عن الوصف لشدة المأساة التي يعيشونها.

وأضاف لـ (المركز اليمني للإعلام)، أن بعض المرضى لا يستطيعون الوصول إلى المركز؛ بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف وسائل الانتقال، نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشونها.

وأوضح صايل، إن الفشل الكلوي يستهلك مبالغ مادية كبيرة من المرضى؛ بسبب تكاليف الفحوصات والعلاجات والمواصلات، حتى أن بعضهم بلغ مرحلة الفقر بسبب معاناته من تبعات مرضه.. مشيراً إلى أن الازدحام الكبير أدى إلى تقليص جلسات الغسيل للمرضى إلى مرتين أسبوعيًا، رغم أن الحاجة الطبيعية والصحيحة لكل مريض هي ثلاث جلسات.



إقراء أيضاً


التعليقات

إضافة تعليق