نيويورك تايمز

كيف هرب اللاعبون الجزائريون من فرنسا للالتحاق بالثورة قبل 60 عاما

2018-04-21 | منذ 7 سنة

يوم 12 يوليو/ تموز من عام 1998 كانت كرة القدم الفرنسية على موعد مع التاريخ. فقد فاز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لأول مرة في تاريخه. وكانت فرحة الفرنسيين عارمة وهم يحتفلون بفوز منتخبهم على البرازيل بثلاثة أهداف لصفر.

ولا أحد ينكر أن ذلك الفوز التاريخي، الأول والوحيد حتى الآن، للمنتخب الفرنسي صنعه أسطورة الكرة الفرنسية الجزائري الأصل، زين الدين زيدان، الذي سجل هدفين في المباراة النهائية.

لكن قبل ستين عاما، في عام 1958، كان الفريق الفرنسي من أقوى المرشحين للفوز بكأس العالم في السويد، وكان يضم لاعبين بارزين مثل ريمون كوبا، وجوست فونتين، وروجي بيونتيني، لكنه لعب مباراة نصف النهائي أمام البرازيل منقوصا من أبرز لاعبيه.

وانهزم الفرنسيون أمام البرازيل بخمسة أهداف مقابل هدفين.

كان المدرب، بول نيكولا، استدعى لتشكيلة المنتخب الفرنسي أربعة لاعبين جزائريين هم: نجم فريق سانت إيتيان، رشيد مخلوفي، وصخرة دفاع فريق موناكو، مصطفى زيتوني، فضلا عن عبد العزيز بن تيفوز مهاجم موناكو أيضا، ومحمد معوش، مهاجم فريق ريمس.

وقبل شهرين من موعد السفر إلى السويد، مع المنتخب الفرنسي، اختفى اللاعبون الجزائريون الأربعة، ومعهم 30 لاعبا آخرين ينشطون في الدوري الفرنسي الأول. هربوا على دفعات من المدن الفرنسية التي كانوا يلعبون في فرقها عبر حدود الدول المجاورة، ليجتمعوا كلهم في تونس.

كانت الخطة من تدبير جبهة التحرير الوطني، التي كانت تقود حربا في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي منذ أول نوفمبر/ تشرين الأول 1954.

وكانت جبهة التحرير الجزائرية منتشرة في فرنسا أيضا، وكانت لها خلايا تجمع اشتراكات من اللاعبين الجزائريين لدعم الثورة المسلحة، بنسبة 15 في المئة من رواتبهم.

وقررت قيادات الجبهة أن تشكل فريقا يمثل الجزائر في المنافسات الكروية الدولية. وكلفت لاعبا محترفا معروفا في الدوري الفرنسي هو محمد بومزراق بجمع اللاعبين الجزائريين في فرنسا، وترحيلهم إلى تونس، من أجل تشكيل فريق جبهة التحرير.

كان بومزراق، وهو يتصل باللاعبين الجزائريين لإقناعهم بالرحيل عن فرنسا، وتشكيل فريق جبهة التحرير، يتذكر مباراة خيرية تاريخية جمعت في عام 1954 بين المنتخب الفرنسي ومنتخب عن شمال أفريقيا، بهدف جمع التبرعات لضحايا زلزال مدمر ضرب منطقة الأصنام (الشلف حاليا)، قتل فيه أكثر من 1400 شخص.



إقراء أيضاً


التعليقات

إضافة تعليق